حريق مهول يلتهم صيدلية ابن خلدون بحي المحمدي في الدار البيضاء

الوكالة

2025-02-08

هيئة التحرير

في حادثة تسببت في حالة من الهلع بين سكان حي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، اندلع صباح يوم السبت 8 يناير حريق مهول في صيدلية ابن خلدون، ما أدى إلى خسائر مادية جسيمة، بينما تواصل السلطات المختصة تحقيقاتها لتحديد الأسباب الدقيقة وراء الحادث.

وفقًا لشهود عيان من سكان الحي، اندلع الحريق في حدود الساعة العاشرة صباحًا، حيث بدأت النيران تتصاعد من داخل الصيدلية بشكل مفاجئ وسريع، وسط محاولات فاشلة من بعض المارة وأصحاب المحلات المجاورة للسيطرة عليه باستخدام وسائل الإطفاء البدائية. إلا أن كثافة النيران وتصاعد الدخان الكثيف حالا دون تمكنهم من احتواء الوضع، مما استدعى تدخلاً سريعاً من فرق الوقاية المدنية.

فور تلقي البلاغ، وصلت ثلاث شاحنات إطفاء تابعة للوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث باشرت الفرق عملية إخماد النيران باستخدام معدات متطورة وتقنيات حديثة. واستمرت العملية لما يقارب 45 دقيقة، تمكن خلالها رجال الإطفاء من محاصرة الحريق ومنع امتداده إلى المحلات المجاورة، خاصة أن المنطقة تشهد نشاطًا تجاريًا مكثفًا. وبفضل التدخل السريع والمهني، لم تُسجل أي إصابات بشرية، فيما اقتصرت الخسائر على أضرار مادية جسيمة شملت تجهيزات الصيدلية، المخزون الدوائي، وبعض البنية التحتية للمحل.

باشرت المصالح الأمنية والشرطة التقنية والعلمية تحقيقاتها فور السيطرة على الحريق، حيث تم تطويق المكان ومنع الاقتراب منه لجمع الأدلة وفحص بقايا المعدات الكهربائية. ووفقًا لمصادر قريبة من التحقيق، فإن الفرضيات الأولية ترجح أن يكون سبب الحريق عطل كهربائي ناجم عن شاحن هاتف ترك موصولاً لفترة طويلة، ما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة واشتعال النيران. ومع ذلك، لم تستبعد المصالح الأمنية أي فرضيات أخرى، حيث يجري التحقيق تحت إشراف النيابة العامة للوقوف على الأسباب الحقيقية للحادث.

تسبب الحريق في حالة من الذعر بين سكان الحي ورواد الصيدلية، خاصة أن الحريق اندلع في فترة صباحية تشهد عادة حركة نشطة للزبائن. وأكد بعض سكان الحي أنهم تفاجأوا بسرعة انتشار النيران، مما جعلهم يعتقدون في البداية أن السبب قد يكون تسربًا للغاز أو تماسًا كهربائيًا خطيرًا. وأعرب عدد من أصحاب المحلات المجاورة عن ارتياحهم لتدخل فرق الإطفاء في الوقت المناسب، معتبرين أن الكارثة كان من الممكن أن تكون أكبر لولا سرعة الاستجابة.

أعادت هذه الحادثة إلى الواجهة أهمية تعزيز معايير السلامة في المحلات التجارية والصيدليات، خصوصًا تلك التي تحتوي على مواد كيميائية أو أجهزة إلكترونية قد تشكل مصدر خطر. ودعت السلطات المحلية أصحاب المحلات إلى فحص التوصيلات الكهربائية بانتظام، وتجنب ترك الأجهزة الإلكترونية موصولة لفترات طويلة دون مراقبة، تفاديًا لوقوع مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وتبقى العيون الآن موجهة نحو نتائج التحقيقات الرسمية التي ستكشف الأسباب النهائية للحريق، فيما يواصل سكان الحي استعادة حياتهم الطبيعية بعد هذا الحادث المروع.

تصنيفات