تحول أمني نوعي.. كيف استعادت الدائرة الرابعة بالجديدة استقرارها بعد سنوات من الفوضى؟

الوكالة

2025-03-14

مراد مزراني/

في قلب مدينة الجديدة، حيث كانت سوق “بير براهيم” تُعرف بمسرح للصراعات العنيفة والمواجهات المتكررة بين الخارجين عن القانون، يشهد المشهد الأمني تحولًا جذريًا. بعد سنوات من التوتر وارتفاع معدلات الجريمة، أصبحت الدائرة الأمنية الرابعة نموذجًا لنجاح المقاربة الأمنية الحديثة في استعادة النظام وحماية المواطنين.

من بؤرة توتر إلى منطقة آمنة

لم يكن المشهد في سوق بير براهيم يومًا هادئًا؛ فقد شكلت هذه النقطة الساخنة معقلًا للمناوشات والاشتباكات التي زرعت الخوف في نفوس الساكنة وأثرت على الحياة التجارية. لكن هذا الواقع بدأ يتغير مع تعيين قيادة أمنية جديدة، اتخذت نهجًا استباقيًا لفرض الأمن وإعادة فرض سيادة القانون.

اعتمدت السلطات استراتيجية ميدانية محكمة شملت تكثيف التواجد الأمني، وتسيير دوريات منتظمة، وتعزيز المراقبة، وهو ما أدى إلى تراجع ملحوظ في معدلات الجريمة. اليوم، بات السكان يشعرون بأمان أكبر، وتحولت السوق إلى فضاء أكثر انضباطًا، ما ساهم في انتعاش النشاط الاقتصادي.

السر وراء النجاح: الأمن التشاركي والاستباقية

أحد مفاتيح هذا التحول كان تبني نموذج “الأمن التشاركي”، حيث تم تفعيل قنوات التواصل بين السلطات الأمنية والمجتمع المدني. تم عقد لقاءات دورية مع السكان والتجار لسماع مخاوفهم ومقترحاتهم، ما عزز الثقة بين الطرفين وساهم في تحفيز المواطنين على الإبلاغ عن أي تجاوزات.

كما تم اعتماد نهج أمني استباقي قائم على المراقبة الذكية ورصد التحركات المشبوهة قبل تفاقمها، مما حدّ من إمكانية وقوع جرائم كبرى. هذا التكتيك الوقائي كان له أثر مباشر في استقرار المنطقة، حيث تراجعت الاشتباكات وأصبحت السوق آمنة حتى في ساعات متأخرة من الليل.

نتائج ملموسة واستقرار مستدام

اليوم، تعيش سوق بير براهيم تحولًا غير مسبوق؛ المحلات التجارية لم تعد تغلق أبوابها مبكرًا، وحركة السكان باتت أكثر حيوية، مع تراجع الخوف الذي كان يهيمن على الأجواء. المواطنون يعبرون عن ارتياحهم لهذا التحسن، مشيدين بجهود رجال الأمن الذين أظهروا احترافية في التعامل مع التحديات الأمنية.

التحدي المقبل: الحفاظ على المكتسبات

رغم هذا النجاح، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرارية الاستقرار وعدم السماح بعودة الفوضى. تحقيق ذلك يتطلب تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني، إلى جانب تطوير استراتيجيات متجددة لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.

تجربة الدائرة الأمنية الرابعة بالجديدة تؤكد أن الأمن ليس مجرد تواجد أمني مكثف، بل هو نتاج رؤية استراتيجية وتفاعل إيجابي بين السلطات والمواطنين. هذه الديناميكية الجديدة ليست فقط انتصارًا للأمن، بل هي انتصار لمدينة استعادت روحها وطمأنينة سكانها.

تصنيفات