المغرب يعزز تفوقه الجوي بصفقة تاريخية لمقاتلات F-35

الوكالة

2025-03-19

يستعد المغرب لاستقبال دفعة أولى من مقاتلات F-35 الأمريكية، ضمن صفقة استراتيجية ستجعله أول بلد في إفريقيا والعالم العربي يمتلك هذه الطائرات الشبحية المتطورة، مما يمثل نقلة نوعية في قدراته الدفاعية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار التوجيهات الملكية الرامية إلى تحديث القوات المسلحة وتعزيز دورها في حماية الأمن والاستقرار الإقليمي، حيث يُنتظر أن يصادق الكونغرس الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، خلال الأسابيع المقبلة على صفقة تشمل 32 طائرة من الجيل الخامس، تقدمت المملكة بطلبها عام 2020.

وتندرج هذه الاتفاقية ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، والتي تعززها اتفاقية السلام الإبراهيمية الموقعة في الرباط، حيث التزمت واشنطن بدعم المملكة عسكريًا ونقل التكنولوجيا الدفاعية إليها.

وتتميز طائرات F-35 بقدرات قتالية فائقة، فهي الشبح الوحيد الذي لا ترصده الرادارات العسكرية، كما تتيح أنظمة الاتصال المغلقة بين الطيارين وقيادة العمليات تحكمًا دقيقًا في مسار المعارك. إضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الطائرات رصد الأهداف الأرضية والجوية بتقنية الليزر عالي الدقة، وتوفر خوذتها المتطورة رؤية محيطية افتراضية بفضل ست كاميرات موزعة على جسم الطائرة، إلى جانب إمكانياتها الفريدة في الإقلاع والهبوط العمودي.

الصفقة، التي تقدر قيمتها بـ 17 مليار دولار، لا تشمل فقط شراء الطائرات، بل تمتد إلى صيانتها لمدة 45 عامًا، ما يضمن جاهزية الأسطول على المدى الطويل. وستؤدي هذه الإضافة النوعية إلى إحالة بعض الطائرات القديمة على التقاعد، نظرًا لارتفاع تكاليف صيانتها مقارنة بالمزايا القتالية المتقدمة التي توفرها F-35.

بهذا الإنجاز، يرسّخ المغرب مكانته كقوة جوية إقليمية لا يُستهان بها، متفوقًا على العديد من الجيوش المجاورة، حيث ستمنحه هذه الطائرات تفوقًا تكنولوجيًا يتجاوز قدرات المقاتلات الروسية التي تعتمد عليها بعض دول المنطقة، فضلًا عن تعزيز منظومته الدفاعية ضمن استراتيجية الردع والاستعداد الدائم.

هذه الصفقة التاريخية لا تقتصر على تعزيز الترسانة الجوية المغربية فحسب، بل تمتد إلى تطوير الصناعة العسكرية الوطنية، من خلال مشاريع تصنيع دفاعية تحت إشراف أمريكي، مما يفتح المجال أمام نهضة تكنولوجية غير مسبوقة في المجال العسكري داخل المملكة.

تصنيفات