المغرب يرسم ملامح تفوقه الدفاعي.. درون “أقنجي” يدخل سجل الإنجازات العسكرية

الوكالة

2025-03-14

مراد مزراني/

يواصل المغرب ترسيخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة في مجال الصناعات الدفاعية، مستفيدًا من استراتيجيات تسلح متطورة تعزز قدراته العسكرية والتكنولوجية.

أحدث فصول هذا التوجه الاستراتيجي جاء عبر الدرون التركي “أقنجي”، الذي سجل رقمًا قياسيًا عالميًا بتجاوزه 100 ألف ساعة طيران، وفقًا لما أعلنته شركة “بايكار” التركية، في إنجاز يعكس مستوى التطور غير المسبوق لهذا السلاح الجوي الفتاك.

تفوق تقني واستعمالات استراتيجية

يُعد “أقنجي” أحد أكثر الطائرات المسيرة تقدمًا في العالم، إذ سبق له أن سجل رقمًا قياسيًا في الارتفاع ببلوغه 45,118 قدمًا، مما يبرز كفاءته العالية في عمليات الاستطلاع والاستخبارات الجوية، إلى جانب مهامه القتالية. ومع توقيع “بايكار” عقود بيع مع 11 دولة، يتأكد أن هذا الدرون أصبح ورقة استراتيجية رابحة ضمن خطط التسلح الحديثة.

المغرب.. رؤية دفاعية محكمة

يُدرك المغرب جيدًا أهمية تعزيز دفاعاته الجوية عبر تقنيات الطائرات المسيرة، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتعددة التي تواجهها المنطقة. وبحسب خبراء عسكريين، فإن “أقنجي” يشكل إضافة نوعية للقوات الملكية الجوية، حيث يعزز عمليات المراقبة وجمع المعلومات على امتداد الجدار الأمني بالصحراء المغربية، مما يرفع مستوى الجاهزية والاستجابة لأي تهديدات محتملة.

نحو قاعدة صناعية دفاعية متقدمة

لم يقتصر الحضور المغربي في هذا المجال على اقتناء الطائرات المسيرة فقط، بل امتد ليشمل توطين الصناعة الدفاعية. خطوة مهمة في هذا الاتجاه تمثلت في تأسيس شركة “أطلس ديفانس”، التابعة لـ”بايكار”، والتي انطلقت برأس مال قدره 2.5 مليون درهم، لتعمل على تصميم وتصنيع وصيانة الطائرات بدون طيار وقطع غيارها. هذا التوجه لا يعزز فقط القدرات القتالية للقوات المسلحة الملكية، بل يضع المغرب في قلب خريطة الإنتاج الدفاعي، وهو توجه استراتيجي من شأنه فتح آفاق جديدة في مجال التكنولوجيا العسكرية.

تحول جيوسياسي في المنطقة

صعود المغرب كفاعل رئيسي في الصناعات الدفاعية ليس مجرد خطوة في سباق التسلح، بل هو جزء من رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الاستقلالية الدفاعية وتحقيق التوازن الجيوسياسي في المنطقة.

ومع استمرار تحديث منظومته العسكرية، باتت المملكة تمتلك أدوات ردع متطورة تعزز مكانتها كلاعب رئيسي في الأمن الإقليمي والدولي.

ختامًا، يمكن القول إن الدرون “أقنجي” ليس مجرد سلاح جديد في الترسانة العسكرية المغربية، بل هو رسالة واضحة بأن المملكة تسير بثبات نحو مستقبل تكون فيه لاعبًا رئيسيًا في مجال الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة، مستندةً إلى رؤية استراتيجية تجعل منها نموذجًا في التحول الصناعي العسكري بالمنطقة.

تصنيفات