









الحصبة: الوباء الصامت الذي يهدد صحة الأطفال ودور التوعية في التصدي له
الوكالة
2025-02-12

بقلم: مراد مزراني
تعد الحصبة أحد الأمراض الفيروسية التي تهاجم الأطفال بشكل خاص، مهددةً صحتهم وحياتهم في بعض الحالات. ورغم أن هذا المرض ليس بالجديد، إلا أن تزايد حالات الإصابة به في السنوات الأخيرة يعكس ضعف التوعية المجتمعية بأهمية الوقاية، مما يجعل من الحصبة “وباء صامت” يهدد الأجيال الصاعدة. وفي خطوة مهمة لمكافحة هذا التهديد، نظّم المجلس العلمي المحلي بالجديدة بالتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، يوم 11 فبراير 2025، حملة تحسيسية لفائدة النساء تحت عنوان “داء الحصبة.. يحمرون”، وذلك في المسجد الأعظم بجماعة أولاد افرج.

هدفت الحملة إلى التوعية الصحية الشاملة حول داء الحصبة، الذي يعد من الأمراض المعدية التي تنتقل بسرعة بين الأفراد. وقد شاركت في الحملة كل من الممرضة مريم حجاوي، المرشدة رشيدة العطاري، والمحفظة فاطمة بلخي، حيث تم تقديم مجموعة من العروض التثقيفية التي تركزت على كيفية التعرف على أعراض المرض، و سبل الوقاية منه، وأهمية التلقيح كأداة أساسية للحماية.

في بداية حديثها، أكدت الممرضة مريم حجاوي على أن الحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى يتسبب في طفح جلدي مميز، وقد يصاحبه أعراض أخرى مثل الحمى والسعال وسيلان الأنف، وتعتبر من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل التهاب الرئتين، و التهاب الأذن الوسطى، و التهاب الدماغ، خاصة للأطفال الذين لم يتلقوا التطعيم المناسب. وأوضحت أن التطعيم هو أفضل وسيلة وقائية ضد المرض، مشيرة إلى أهمية الالتزام بالبرامج الوطنية للتلقيح التي توفرها وزارة الصحة.

من جانبها، تناولت المرشدة رشيدة العطاري البعد الديني في الوقاية من الأمراض، مشيرة إلى أن الإسلام يشجع على التداوي والوقاية، ويحث المسلمين على الاعتناء بالصحة. وأكدت على دور الأمهات في حماية أطفالهن من الأمراض من خلال تعزيز الوعي الصحي في الأوساط الأسرية، وخاصة في ما يتعلق بالتطعيمات اللازمة لضمان صحة الأطفال.
أما المحفظة فاطمة بلخي، فقد ركزت في مداخلتها على ضرورة تعزيز الثقافة الوقائية داخل المجتمع النسائي، مؤكدة على أن الأمهات يشكلن خط الدفاع الأول ضد الأوبئة، ويجب عليهن التعرف على طرق الوقاية المختلفة وتطبيقها في حياتهن اليومية. ودعت إلى أهمية التفاعل الإيجابي مع المبادرات الصحية التي تهدف إلى تحصين المجتمع من الأمراض المعدية مثل الحصبة، وذلك من خلال تعزيز الوعي الصحي في الأوساط المجتمعية المختلفة.
وقد لاقت الحملة استجابة واسعة من النساء الحاضرات، حيث طرحن العديد من الأسئلة حول أعراض الحصبة، و طرق انتقال المرض، و كيفية حماية الأطفال من الإصابة به. كما أبدين رغبة كبيرة في توسيع نطاق مثل هذه الحملات التوعوية، خاصة في المناطق القروية التي تعاني من قلة المعلومات الطبية الدقيقة حول الأمراض المعدية.
أثناء الحملة، تم التأكيد على أن التلقيح هو الوسيلة الأكثر فعالية للحماية من الحصبة. فقد أوضحت الممرضة مريم حجاوي أنه يجب على جميع الأطفال أن يتلقوا اللقاح ضد الحصبة في الموعد المحدد ضمن البرنامج الوطني للتطعيم. وذكرت أن التلقيح ليس فقط حماية للأطفال، بل هو أيضا حماية للمجتمع ككل، حيث يساعد في مكافحة انتشار المرض و حماية الأشخاص الأكثر ضعفًا مثل كبار السن والرضع.
مع تزايد الحالات في بعض المناطق، شددت وزارة الصحة على ضرورة استكمال الجرعات التلقيحية للأطفال وفق الجدول الزمني المعتمد. وأكدت الوزارة أن التطعيم الشامل يعد أحد أفضل الحلول للحد من انتشار المرض، مشيرة إلى أن الوقاية خير من العلاج وأن الجهود المستمرة في مجال الصحة العامة تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة المجتمع.
في الختام، تبقى الصحة من الأساسيات التي تقوم عليها المجتمعات، وتظل المعلومة الصحية الدقيقة هي المفتاح الرئيسي للحماية من الأوبئة. إن تعزيز الوعي الصحي، وتنظيم حملات توعوية مستمرة حول الأمراض المعدية مثل الحصبة، يعد خطوة أساسية للحد من انتشار الأمراض. فلا يمكن إلا أن يكون الوعي الجماعي و الوقاية هما السلاح الأقوى للحفاظ على صحة الأجيال الحالية والمستقبلية.




