









أمينة بنخضرة تستعرض الخطوط العريضة لمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا بواشنطن
الوكالة
2025-03-06

في إطار مشاركتها في “قمة تمكين إفريقيا” المنعقدة بواشنطن، استعرضت أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، التقدم الكبير الذي أحرزه مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، مشيرة إلى بلوغه مرحلة حاسمة على مستوى الاستثمار. وأكدت أن هذا المشروع، الذي يجسد رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس النيجيري، يحمل بعدًا استراتيجيا يعزز الأمن الطاقي إقليميا ودوليا.
وأمام نخبة من الدبلوماسيين والخبراء في مجال الطاقة وممثلي القطاع الخاص والمؤسسات المالية، سلطت بنخضرة الضوء على أهمية هذه البنية التحتية في ربط القارة الإفريقية بأوروبا وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول المعنية. كما شددت على أن المشروع يتقدم بثبات نحو اتخاذ القرار الاستثماري النهائي، مع برمجة التشغيل التدريجي لأشطره الأولى ابتداء من سنة 2029.
وأكدت بنخضرة أن الشراكات الاستراتيجية تلعب دورًا محوريا في ضمان استدامة المشروع، حيث تشهد المباحثات تقدما مع فاعلين دوليين، من بينهم مستثمرون أمريكيون ومؤسسات مالية كبرى. ولفتت إلى البعد السوسيواقتصادي للمشروع، الذي يمتد على أكثر من ستة آلاف كيلومتر، مشيرة إلى أنه سيمكن من تزويد نحو 400 مليون شخص بالطاقة، مما يسهم في توسيع نطاق خدمات الكهربة بالقارة، خصوصًا في الدول التي لا يتجاوز معدل الولوج فيها إلى الكهرباء 40 بالمائة.
وبالإضافة إلى دوره في تأمين التزويد الطاقي، يعد المشروع رافعة للتنمية الصناعية، إذ يسهم في تحفيز الاقتصادات المحلية وتعزيز استغلال الموارد الطبيعية، لاسيما في قطاع المعادن الأساسية الذي يستفيد مباشرة من تحسين الولوج إلى الطاقة.
وفي مستهل جلسة المناقشة، قدم يوسف العمراني، سفير المغرب بواشنطن، لمحة عن السياق الجيو-سياسي للمشروع، مسلطًا الضوء على مكانته ضمن الأجندة الطاقية الدولية. وأبرز أن المشروع ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة، باعتباره ركيزة أساسية للمبادرة الملكية الأطلسية، التي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي وتوسيع شبكات الربط الطاقي بالقارة.
كما شدد العمراني على ضرورة تسريع وتيرة التعاون الدولي، من خلال تعبئة الموارد المالية ودعم المراحل المستقبلية للمشروع، مشيرًا إلى الاهتمام المتزايد الذي يوليه الشركاء الدوليون لهذا الإنجاز الطاقي الواعد. وقد عكس هذا اللقاء، المنظم من طرف مركز التفكير الأمريكي “أتلانتيك كاونسيل”، الأهمية الاستراتيجية التي يكتسيها مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي في مستقبل الطاقة بإفريقيا، ودوره المحوري في تعزيز التعاون العالمي بهذا المجال.
وفي ختام مداخلته، أكد السفير أن المغرب، من خلال هذا المشروع، يجدد التزامه بترسيخ اندماج القارة الإفريقية وتعزيز سيادتها الطاقية، عبر مبادرات استراتيجية قائمة على التعاون والتكامل الإقليمي.




